_____ MARCHELL ____

عنوان الفصل : تفاقم الوضع...

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

عالم القبة العظمى، مقاطعة إيورام.

لقد كانت هناك معركة مستعرة، صدام جمع مارشال عشيرة الأكاغي ضد الإستخبارات الملكية من امبراطورية الحد الفاصل. معركة من هذا المستوى كانت بالطبع شيئا مدمرا للغاية، لقد كان صداما من مستوى الملوك بعد كل شيء. وبهذا لم يكن من الصعب على مقاطة إليورام رصد حدث من هذا المستوى.

" وااه، أعضاء الإستخبارات هؤلاء يتمادون حقا !

بالتفكير في أنهم يستخدمون مصفوفة أبواب الجحيم ضد طفل من مستوى العاهل القتالي!

ما الذي يفكر فيه هؤلاء العجزة بحق السماء؟ "

تنهد أحد الأشخاص من مقاطعة اليورام بينما كان يستشعر موجات اللهب المدمرة التي كانت تنبعث من مكان المعركة. لقد شعر هذا الشخص بالشفقة حقا اتجاه المارشال زيغان. مواجهة مصفوفة أبواب الجحيم ؟ ناهيك عن زيغان، حتى ذروة ملوك القتال غير قادرين على فعل شيء كهذا ؟؟

لكن الحقيقة كانت على ما يبدو عكس ما توقعه الأشخاص من مقاطعة إليورام.

...

..

..

في أعماق أعماق وعيه الخاص، لطالما شعر المارشال زيغان بقوة الظلام داخله، لقد كانت مثل ثقب أسود يأخذ منه كل شيء، لقد كانت قوة هذا الظلام تتضخم في كل مرة يحاول فيها المارشال الحصول على راحته الأبدية. لقد أخذ هذا الظلام كل شيء يمكن أن يملكه مخلوق حي.

أخذ مشاعره بداية، وأخذ روحه تاليا.

لكن الآن، هذا الظلام، لقد تمادى الى أكثر من ذلك، وتحول الى قوة أشبه بثقب أسود بدأت في ابتلاع العالم من حوله. لم يكن المارشال زيغان واعيا بالأمر فقد كان نائما في الوقت الراهن. لقد بدت ملامحه رائعة وبدى ظريفا للغاية، لقد بدى كطفل صغير نائم بكل عمق. طفل لا يعرف أي شيء حول هموم الحياة وخباياها. لقد كان حقا مرتاحا تماما.

لطالما كره زيغان هذا الظلام، هذا الظلام الذي امتلك القدرة على ابتلاع أي شيء، لكنه مع ذلك لم يبتلع آلامه، ولم يخلصه من السجن النفسي الذي عاش فيه الى حدود اللحظة. لذلك طالما كان هذا الظلام عدو زيغان بطريقة ما. ففي كل مرة تصبح الحياة بائسة الى درجة لا تصدق بالنسبة الى المارشال، وفي كل مرة يحاول فيها الإستسلام. كانت قوة هذا الظلام تقترب منه أكثر فأكثر.

فقط بعدما مات زيغان للمرة الثانية، أيقن تماما أن هذا الظلام لم يكن قط عدوا له. والدليل على هذا الكلام هو ما يحدث في هذا اليوم.

في مواجة الإستخبارات الملكية، إثنان من ملوك القتال المرحلة المتوسطة، وملك قتالي قائد من المرحلة المتأخرة، بل وأكثر من ذلك مصفوفة قادرة على قتل أي شخص في مستوى الملك القتالي. سقط هذا الجبروت المارشال زيغان نائما وسط المعركة. صحيح أن الأمر بدأ بإستسلامه ومحاولته قتل نفسه، إلا أنه لم ينتهي سوى بهذا المشهد الفريد.

لقد انتهى الأمر بشخص ينام في وجه الموت. فقط المارشال زيغان قادر على فعل شيء كهذا.

فعندما ينام هذا المارشال، ظلامه يقف حارسا عليه. وهذا الثقب الأسود الذي طالما ابتلع الأشياء من حوله، هذا اليوم كان أيضا يقوم بواجبه، وهذه الحرارة، ألسنة اللهب المستعرة، بل وحتى الصهارة نفسها بدأت في الإختفاء لحظة ملامستها لجسد هذا المارشال.

لقد فتح الباب الأول من الأبواب الثلاثة لمصفوفة أبواب الجحيم الخاصة بالإستخبارات الملكية. اللهب المرعب الذي يخرج من ذلك الباب حول ثلاثة ملايين كيلومتر الى حفرة من الصهارة، لقد بدى الأمر كما لو أن المارشال زيغان ينام وسط فوهة بركان !!

قوة الروح التي شكلت هذا العالم الوهمي بالغ التعقيد، بدأت تنتدثر أخيرا وتتجمع حول جسد المارشال. لقد تحولت قوة الروح هذه الى شيء تناغم مع قوة السلالات الخاصة بالمارشال وعلى الفور ظهر هذا المشهد الذي أرعب ملوك الإستخبارات الملكية هؤلاء.

حول جثة المارشال بدأ الوهم بالإختفاء مما سمح لهم بالرؤية بوضوح،لكن على عكس قوة الوهم السابقة، الآن كانت هناك مخلوقات غريبة مندثرة حول جسد المارشال. قد تبدو منذ الوهلة الأولى كما الأفاعي، لكن ملوك القتال عرفوا على الفور أن تلك الأشياء لا يمكن أن تكون أفاعي !!

لقد كانت لهم أجساد مثل الزواحف، أي مثل أي أفعى، لكن في رأس هذه المخلوقات لم يكن هناك سوى فوهة مرعبة، فم مفترس مدجج بصفوف من الأسنان المرعبة. لم يعرف أي شخص ماذا تكون هذه القوة. حتى الشيخ شازان لا يعلم.

هل هي قوة ما لسلالة عرق الكارثة الملكية التي لا يعلم حولها ؟

أم هل هي قوة لسلالة المفترس الملكية؟

أم هل هي قوة عينيه الروحية ؟

أم هي قوة الجرم البدائي ؟

أم هي شيء متعلق بالأوريبوس ؟

المارشال كان شخصية غامضة جدا، لذلك لا أحد غير المارشال نفسه يعلم.

تلك المخلوقات أو أيا كانت بدأت على الفور في التهام كل شيء، الأخضر واليابس، الصهارة والطاقة نفسها. بل أكثر من ذلك بكثير، رغم أن التأثير كان ضعيفا جدا، لكن قوة القوانين المتوجة كانت تختفي من حول جسد المارشال...

وعند تلك النقطة، أخيرا فتح الرجل المغرور بجانب أميرة الدماء عينيه وهو يهمس بغيبر تصديق :

" ما هذا الطفل بحق السماء ؟؟ "

..

..

لكن على عكس الشخص الغامض الذي كان يهمس في نفسه، الشيخ شازان تقدم الى الأمام خطوة وهو يصرخ مثل المجنون :

"إستيقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ !

إستيقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ !

إستيقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ !

...

هل هذا هو السبب في أنك كنت تقمع قوتك كل هذا الوقت ؟؟

إنه مجرد وهم. كل هذا مجرد وهم أيها الأحمق...

إنها ميتة، لقد ماتت منذ فترة طويلة. وتمسكك بهذا الوهم ما هو إلا حاجز أمامك، إنه نقطة ضعف. هل حقا ستستسلم بعد كل ما أنجرته الى حدود اليوم ؟

بعدما زحفت كل هذه المدة مثل كلب متشرد، هل ستتوقف هناك حقا ؟

أيها الأحمق، أنت أكثر شخص يعرف أنه لاتوجد راحة في هذه الحياة. كل ما ينتظرك هو المعاناة لا غير، لا نحن ولا هذا العالم سيسمح لك بالموت بهذه السهولة. قدرك هو المعاناة الى آخر رمق.

مارشال زيغان ؟

يوريك مازينو ؟

هل أقول اليوم أنك ستخلف بكلماتك ؟ أين هو الشخص الذي قال إذا أنه يصنع قدره بمفرده ؟ أين هو الشخص الذي قال أنه لن يسمح لمجرد غلطة إرادة حرة أن تقود دربه ؟

أين هو؟

إستيقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــظ !

فإذا فقدت الشخص الذي طالما أرشدك الى الطريق الصحيح، فاستخدمني كما قلت، إستغلني كما أردت. أنا العجوز شازان مستعد لأن أقدم نفسي وأنير الطريق من أجلك !! "

لقد دوى صوت الشيخ شازان مباشرة في أعماق المارشال، هذه الكلمات لم يكن أي من الحاضرين قادرا على سماع أي منها. لقد كانت مجرد خطاب خاص، من معلم الى تلميذه. لم تكن تشجيعا، ولم تكن مدحا. لقد كانت بدل ذلك مجرد واقع.

بووووووووووووم !!~~~~~~~~~~~~~~~

على اليسار، انتشر توهج من القوة المظلمة، قوة جبارة جدا رافقها حضور مشرف ذو جلالة وعظمة لا يظاهيان. وعلى اليمين تكرر ذات الشيء لكن بصورة أعنف بكثير. وفي وسط بركة الحمم الحارقة تلك، نزلت صاعقة من السماء.

لم تكن صاعقة من البرق كما هي العادة. ولكن كانت صاعقة من الظلام الخالص. شيء لم يستوعبه ملوك الإستخبارات الملكية أبدا. شيء لم يستوعبه أي شخص عدا هذا المعلم الشيخ الشازان.

لقد كان هذا الشيخ قادرا على رؤية الثغرة في ما يحدث مع المارشال زيغان. وقد تدخل اليوم بقوته الخاصة لتحرير هذا التلميذ من بعض الألم. لا يعلم الشيخ شازان ماذا ستكون عواقب أفعاله مستقبلا، لكنه قرر القيام بالأمر وتنفيذه حاليا، والقلق بشأن العواقب لاحقا.

لقد لاحظ أخيرا هذا الشيخ الثغرة التي كانت سبب الضعف الأكبر لدى المارشال زيغان. صحيح أن الشيخ شازان لم يخبر زيغان بهذه الكلمات بعد. لكن قوة الروح هي أقوى شيء في الوجود. لكنها في نفس الوقت شيء خطير جدا للتعامل معه. خذ المارشال كمثال، رغم امتلاكه لهذه القوة، إلا أنه عاش في عذاب نفسي لا غير. لذلك كان الشيخ شازان ينتظر الى أن يصل زيغان الى عالم الملك القتالي على الأقل ثم سيخبره حول الأمر.

لكن هنا اليوم. الشيخ شازان، اكتشف أن قوة زيغان الروحية كانت مستيقظة منذ زمن بعيد جدا، بل أكثر من ذلك كانت هذه القوة تعمل بغير وعي زيغان، وكانت بذلك تساهم في خلق الجحيم النفسي الذي كان يعيش فيه هذا المارشال الى حدود اللحظة. لقد كانت قوة عينيه الروحية تعمل لخلق ذلك الماضي. والمارشال مع مرور الوقت أحب ذلك الماضي ولم يرغب في التخلي عنه.

لذلك كلما حاول استخدام قوة عينيه في شيء آخر، يفقد الجزء اللاواعي منه القدرة على خلق ذلك الماضي. والمارشال لم يرغب في خسارة ذلك الماضي. لذلك استمر فقط في كبح قوة روحه واستمر في استخدامها فقط لخلق ذلك الوهم. لقد كانت تلك طريقته للتعايش مع واقعه.

إنفجااااااااااااااااار !!~~~~~~~~~~~~~~~

عبرت صاعقة الظلام مباشرة الى جسد المارشال. لقد تقبل الظلام الخاص به أخيرا، بعد سماع كلمات الشيخ شازان في الحقيقة لم يتغير شيء في المارشال. غير أنه تأكد من شيء واحد، لقد كان ما يعيشه نقطة ضعف وجب إزالتها. لذلك قام بالأمر فقط من دون أي مزيد من التفكير.

زيغان لم يملك القدرة على تدمير ذلك الماضي، لكن الشيخ شازان فعل. لقد كان هو من تدخل بالقوة وبدد تماما هذا الوهم. زيغان بدوره لم يكن قادرا عل فعل أي شيء سوى قبول الظلام، لقد سمح بكل بساطة لهذا الظلام بابتلاع كل شيء من حوله. لقد بدأت المشاهد المختلفة من ذلك الماضي تتبدد وتختفي واحدة تلو الأخرى، ومع اختفاء كل مشهد. إرتفعت شرارة من اللهب المستعر في بؤبؤ عيني ذلك المارشال.

مسلحا بقوة كل من السلالتين، عرق الكارثة وعرق المفترس.

وقف زيغان على قدميه. مصفوفة أبواب الجحيم كانت عديمة الجدوى أمامه. أو بالأخرى لم يكن الخلل من المصفوفة ؟ وإنما بدى الأمر وكأنه بوقوفه هناك كان هو الحاكم المطلق على كل قوانين اللهب، وبالخصوص أنه عينيه كانتا تنضحان بقوة اللهب !!؟

..

..

" قوته تزداد بسرعة مخيفة جدا !! لسبب ما يبدو أن قوانين اللهب لا تؤثر عليه، لابد أن للأمر علاقة بقوة عينيه الروحية. يجب أن نتدخل على الفور لإزالة الهدف."

وقف العجوز الصياد من الإستخبارات الملكية، حاملا في يده قوسه الغريبة. بدأ على الفور في استجماع طاقة الأصل الخاصة به لتسديد هجوم قاتل. والأمر نفسه بدأ الملكان القتاليان الآخران في تطبيقه. في البداية ظن جميعهم أنه لا فرصة لهم في الهجوم. لكن باكتشاف الصياد أن المارشال حصين ضد اللهب وحسب. ظهرت مجددا فرصة أخرى لقتل الهدف. خصوصا بعدما اختفى ديموس آآش من الساحة.

فووووش !!~~~~~~~~~~~~

عبر سهم مشبع بالقوة الكاملة لتنين في مستوى المرحلة المتوسطة من عالم الملك القتالي، عبر هذا السهم عبر السماء متجاوزا بذلك السرعة التي هجم بها الملك القتالي في المرحلة المتأخرة حتى ؟!!

حقا كان الصيادون يملكون طرقا سريعة جدا للهجوم. وهذا الهجوم كان قويا جدا، قد يكون هذا الهجوم قادرا على إصابة ملك من مستوى بلاك غين إصابة قاتلة أو قتله حتى !!

سهم سريع جدا كان على وشك إصابة المارشال زيغان مباشرة، بل وأكثر من ذلك، خلف السهم مباشرة كان الملك القتالي في المرحلة المتأخرة يسرع مباشرة نحو زيغان. منذ الوهلة الأولى بدى الأمر وكأن المارشال لا يملك أي فرصة على الإطلاق !!

لكن...

إنفجااااااااااااااار !!!~~~~~~~~~~~~~~~~

انفجر هدير مرعب يصم الآذان فجأة من المارشال زيغان نفسه !! بهذا الهدير والحضور المرعب والمتوحش الذي كان ينبعث من كل خلية من جسده, كان من المستحيل على أي مخلوق واعي أن يحكم على أن المارشال زيغان بشري ؟؟

ما عبر عنه بهذا الهدير وحده، كان مجرد وحشية مطلقة. لقد بدى متوحشا أكثر من الوحوش نفسها.

أحاطته العظام من جانب جسده الأيمن، ومن ثم أحاطه الظلام من جانب جسده الأيسر. لمع الجحيم بالحمرة المقفرة في عينيه، وتوهج الوشم على عينه اليسرى. لقد أصبح في ذروة ما يمكن أن تصل إليه قوته. لقد كان يخرج كل شيء.

قعقعة قعقعة !!~~~~~~~~~~~~~

بلوب بلوب !!

على الفور، سقطت جثتان من السماء. لقد كانت هاتين الجثتين هما كل من الملكان القتاليان في المرحلة المتوسطة من الإستخبارات الملكية. حتى من الملك في المرحلة المتأخرة كان مصدوما ووجهه كان خاليا تماما من الألوان في اللحظة التي شهد فيها السهم المرعب يتم امتصاصه داخل جسد المارشال. واقفا وسط هالة القوة المرعبة تلك، بدى كما لو أن ذلك السهم لم يكن شيئا يذكر بالنسبة له. لقد دافع هذا المارشال ضد هجوم كامل من صياد في المرحلة المتوسطة من عالم الملك القتالي كأنه لا شيء، ومن ثم قتل إثنان من الملوك في لمحة ؟ هذا القائد المتبقي من الإستخبارات لم يعرف كيف حدث هذا حتى ؟؟

صحيح أنه هناك اختلافات كبيرة في القوة بين ملوك القتال، لكن هذا الإختلاف ليس ثابتا، خصوصا عندما يقترب مستوى الشخص من ذروة المستوى الفاني. ففي الحقيقة من الصعب للغاية قتل ملك قتالي من المرحلة المتوسطة فما فوق. ملوك القتال من المرحلة المتأخرة أقوى بكل تأكيد من هؤلاء في المرحلة المتوسطة، لكن لقتل ملك في المرحلة المتوسطة، فالأمر ليس بسيطا كما هو الحال مع هذا المارشال !!

الجثتان كانتا سليمتين تماما. لكن الحياة اختفت من عيني الإثنان بطريقة غريبة للغاية. لم يفهم أي شخص ما الذي حدث ؟؟

لكن في اللحظة التي ارتطمت فيها الجثتان بالأرض، استطاع كل من الشيخ شازان، الشخص الغامض وأميرة الدماء رؤية الحقيقة أخيرا.

خرجت تلك المخلوقات الغريبة والمظلمة التي كانت تطوف حول المارشال زيغان، نفس المخلوقات خرجت من الجثتين !! لقد التهمت هذه الأشياء روح الملكان القتاليان تماما. لقد كان هناك جزء من قوة روح المارشال لا يزال عالقا داخل أرواح الإثنان من آثار الهجوم السابق إبرة سم الروح.

بهذا الوصل كان المارشل قادرا على تفعيل قوة روحه، ومهاجمة الإثنان مباشرة. كان هجوما سريعا، ويمكن القول أنه كان آنيا، كان من شبه المستحيل تجنبه. كان دقيقا جدا ولا يمكنه أن يخطئ بتاتا. لكن الأهم، لقد كان في مستوى مختلف تماما من القوة.

لقد قتل ملكان قتاليان من المرحلة المتوسطة من عرق التنين وكلاهما في مرحلة الإشتعال بهجوم واحد. لم يحرك ساكنا حتى ؟؟

لقد كان هذا رعب مسار الروح.

هذا الأمر أرعب تماما الملك الوحيد المتبقي والذي كان القائد. فقد اختل توازن المصفوفة. بعد كل شيء للتحكم بمصفوفة بهذه القوة كان الأمر يستلزم ثلاثة أشخاص ذوي دراية كافية بالمصفوفة نفسها وبآلية عملها. حتى أن قوة المصفوفة لم تكن نابعة من الأشخاص المتحكمين أنفسهم. فهي كانت نابعة من الكريستال المشع. كل ما فعله هؤلاء الثلاثة كان هو التحكم في تلك القوة. لكن الآن كل شيء خرج عن السيطرة.

وسط كل هذه الفوضى، خرج صوت أجش، مليئ بنية قتل مرعبة جعلت العالم حولها يصبح ظلاما دامسا، واقفا بين الصهارة، بطوله الشاهق وقوة سلالته التي سحقت كل شيء حوله، عيناه تركزان على الملك القتالي في المرحلة المتأخرة التي يتراجع أمامه، خرج صوت المارشال الى العالم :

" المعلم شازان، ليس اليوم، وليس الغد، وربما ليس الشهر أو السنة القادمة. لكن يوما ما، يوما ما سأقتلك بيدي هاتين."

الشيخ شازان بدى حزينا جدا لمساع هذه الكلمات، لقد عرف في الحقيقة نوع الجريمة التي قام بها في حق السيد الشاب الخاص به. وانطلاقا من كلمات المارشال، لقد اكتشف الشيخ شازان حقائق كثيرة. لم يستطع سوى التنهد بعمق :

" هذا صحيح. إذا فأنت تعرف حول ذلك أيضا. لا أعرف كيف بحق الجحيم استطعت معرفة هذه الأمور، كتاب سماء المعارف لا يحتوي على أي شيء حول هذه المعلومات، حتى بين صفوف الشخصيات التي تملك قوة مرعبة جدا في العالم بأسره، قلة قليلة جدا تعلم حول هذا النوع من الأشياء.

..

هذا صحيح، حتى في الموت، أنت كشخصية ضعيفة، أنت كالمارشال زيغان الحالي لا تستطيع الإنضمام الى روح أمك. لقد فارقتك في الحياة، ونفس الأمر ينطبق على الموت نفسه. "

لقد كانت أرواح كل المخلوقات الحية تنتمي ال العالم نفسه، ولذلك كان شيئا عاديا أنه عندما يموت الشخص روحه تعود الى العالم الذي هو أصل كل شيء. هذه هي الفكرة البسيطة حول الأمر. لكن يبدو أن المارشال زيغان يعرف أمورا أخرى حول هذه الحقيقة.

لقد رغب حقا في قتل نفسه مرات كثيرة، لأنه حينها روحه ستعود هي الأخرى الى العالم. وهكذا سيكون قد عاد الى نفس المكان حيث تتواجد روح أمه. سيجتمع الإثنان هناك في الموت من جديد.

لكن الحقيقة الصادمة، أن حدوث شيء كهذا مستحيل تماما في حالة المارشال زيغان. لم يعرف لماذا وكيف لهذا أن يكون ممكنا. لكن الشيخ شازان كان يعرف بالطبع، وهو لم يتحمل عناء إخباره أي شيء في الوقت الراهن. لقد أخبره فقط بخلاصة الواقع الذي يعيش فيه حاليا.

حتى الموت لن يكون حلا لكي يلتقي المارشال بأمه مرة أخرى. ربما المارشال زيغان بطريقة ما كان يعرف هذا الشيء مسبقا، لذلك تمسك بشدة بذلك الوهم وبذلك الجنون. لأن ذلك الوهم كان أخر فرصة له لرؤية أمه ومحاولة العيش معها مجددا حتى لو كان ذلك مجرد وهم للماضي.

الآن الشيخ شازان أخذ منه حتى ذلك الوهم.

في ظل هذه الأحداث، حتى الشيخ شازان لن يزعم أنه يعرف حجم الألم النفسي الذي يعاني منه المارشال في هذه اللحظات. لقد كانت هذه اللحظة هي لحظة الإنفصال الكلي بين كل من المارشال وأمه. لقد كانت هذه هي النهاية الحقيقة بين الإثنين.

2021/11/24 · 568 مشاهدة · 2579 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024